غبطة البطريرك الراعي سماحة مفتي الجمهورية سماحة شيخ العقل سماحة الإمام السادة الكرام ، سؤال أطرحه عليكم آملاً أن أجدَ جوابا شافيا عليه لا لُبسَ فيه ، ولكن كالعادة في جمهورية لبنان لا جواب كافٍ لأننا أصبحنا في وطن أقل ما يُقال عنه عندما نطرح إستفسارًا في بعض المحافل الداخلية والخارجية “أنتم في وطن يُشبه مكذب خانا ” . منذ فترة وأنا أبحث من خلال دائرة باريس وبالمشاركة مع المكتب المركزي للمؤسسة في بيروت وبعض السلك الخارجي عن مرجعية وطنية قادرة على إعادة أمور جمهوريتنا بالممكن الأحسن إلى مكانتها الطبيعية ولكن للأسف ولغاية اليوم وبعد طول وقت وإنتظار لم نوّفق بهذه المجموعة التي ننظر إليها “إنها بداية الخلاص ” .
السادة الكرام ، زعامات حالية لا يجمعها إلا “ضرب مصلحة الوطن” وتختلف في أمور كثيرة وسلطة روحية مسيحية ومُسلمة عاجزة عن القيام بأي مبادرة والسبب يعود إلى ضعف فكرها السياسي وعدم خبرتها في الشؤون الوطنية والسياسية هذا هي الحقيقة وللأسف يتجاهلها كل من هم في مركز القيادة الروحية مسيحيين مسلمين . قادة رأي أخذوا على عاتقهم تفضيل المصالح التجارية والإرتهان والعلاقة “وفقًا للدفع” ، والعلاقة ذات المصالح الخاصة على حساب المصلحة اللبنانية الوطنية … إذ بينما تتجه الشعوب المثقفة نحو الإنفتاح والتطوّر ونحو الإستقلال وعدم الإرتهان إتجهت هذه الزعامات إلى إذكاء فكرة التقوقع الذي يعيش في كنف الأنظمة الشمولية .
السادة الكرام ، أين نحن من زعامات دينية ووطنية كانتْ تحمي لبنان ؟ أين نحن من بشارة الخوري – ريمون إده – كميل شمعون – بيار الجميل – صائب سلام – سليم الحص – المفتي حسن خالد – حسين الحسيني – كمال جنبلاط – الإمام موسى الصدر – الإمام محمد مهدي شمس الدين – البطريرك الياس الحويك – البطريرك مار نصرالله بطرس صفير – الأباتي شربل قسيس – الأباتي بولس نعمان ، وغيرهم من قادة الرأي الذين تُحنى إليهم الرؤوس إحتراما وطاعةً ….
السادة الكرام، نريد زعامات تثبت سيطرتها على الوطن السيد الحر المستقل تحافظ على الإمتيازات ولا تفرط بها تعتز بحرية وسيادة لبنان وتأسس لمرحلة جديدة … نريد زعامات ترتبط بالجمهورية اللبنانية وليس بغيرها كما هو حاصل اليوم ، نريد زعامات تحتفظ على الجمهورية الرائدة بين الأمم … هذا هو المقتطف الإجمالي عن تصورنا للجمهورية التي نريدها … يا خجلة التاريخ من حاضرنا ، أين نحن ممن عاصرناهم وذكرناهم ؟ أين نحن من حنكة البطريرك صفير وحنكة المفتي حسن خالد ووطنيته ،أين نحن من حكمة كمال جنبلاط ، أين نحن من زعامات ولدّت تضحياتها حركة إستقلالية ؟
السادة الكرام ، في عهدكم نشعر بالإحباط ، نعم إنه إحباط مقرون بأفعالكم وعندما نتكلم عن الإحباط لا يخلو كلامنا وتوصيفنا من التذكير بسيئات الأمور ، نعم لم تعد الجمهورية في أيدينا في عهدكم ، أو تحت سيطرتكم ، نعم معكم إنتقلنا من موقع إلى أخر . المؤسف بعدما كنا أسياد في وطننا وأصحاب القرار صرنا مواطنين درجة خامسة وسادسة ، صرنا نشتهي التوازن في التركيبة السياسية الحالية ، صرنا نلمس الخلل بقواعد التوازن وأنتم “مطنّشون”، ألم تلاحظوا أن هناك خللا في التركيبة السياسية ؟أين هي الميثاقية أين هي الصيغة ؟
السادة الكرام ، إنْ إستمريتم بما أنتم عليه من الطبيعي أن نكون من الهالكين ومن الذين يفتشون عن أوطان بديلة والسبب عجزكم عن القيام بواجباتكم الدينية والوطنية … أكتب ذلك من الخبرة التي إكتسبتها من تجارب الحياة المدنية والسياسية والذاتية وما حصل معي أثناء الممارسة داخل لبنان وفي بلاد الإغتراب … أخشى على وطني في ظل غياب قادة رأي مقصرين … نعم ومن خلال دائرة باريس ومكاتب الإنتشار وخصوصا مكتب بيروت نسعى إلى ” قادة رأي يستطيعون أن يثبتوا براعة في الأداء السياسي الوطني والديني ومبادرات سياسية خلاقة تقود بجدارة ومهنية مواقع أعمالها الوطنية التي يشغلونها”، من صنف هؤلاء نبحث لا من صنفكم ، والسلام …
الدكتور جيلبير المجبِّرْ