د . المجبر: حملة تزوير للحقائق ينتهجها المسؤولون اللبنانيون ولا يخجلون من معاناة شعبهم

د . المجبر: حملة تزوير للحقائق ينتهجها المسؤولون اللبنانيون ولا يخجلون من معاناة شعبهم

محطات كثيرة وكبيرة في مسيرته النضالية – الإجتماعية ، وطوال هذه السنين يناضل من أجل وطنه وشعبه مؤكدا بقاءنا الحر في وطن القديسين والشهادة وممارسين سويا لشعائرنا كما نريد وكما تنص عليه الشرائع السماوية ، ومن خلال نضالنا نؤكد إحترامنا للأخر وللعيش معا بحرية … ولنؤكد سويا بأن الحرب والتقاتل والتضليل لا يحلون المشاكل على ما هو حاصل في لبنان … هذا ما يُصِّرْ عليه الدكتور جيلبير المجبر المقيم في فرنسا حاليا والعائد إلى بيروت بعد أن تتحرّر من كل القيود اللاشرعية والذي يسعى من خلال فريق عمل متضامن على إزالة كل العقبات التي تعترض أي مواطن لتبقى الحرية عنوان المرحلة المقبلة .

وكان هذا الحوار مع الدكتور جيلبير المجبر عبر تطبيق زوم من فرنسا .

البعض يقول أن منسوب الخطر على الجمهورية يرتفع ولا حل في الأفق مرحليا ؟

على ما يبدو ووفقًا للمعطيات المتوفرة لدينا أنّ هناك حاليا مرحلة دقيقة تجتازها الجمهورية اللبنانية والمؤسف أنّ هذا الخطر يتزامن مع فراغ شامل في كل مؤسسات الدولة ويتزامن هذا الأمر مع حملة تزوير للحقائق ينتهجها المسؤولون اللبنانيون وعلى ما يبدو إنهم غير مهتمّين بأمور المواطنين ، والسؤال المطروح إزاء هذه الحرب التي لا ناقة للجمهورية على تحمل تبعاتها ما هي إستعدادات الدولة ؟ الإستعدادات ما دون الصفر والمسؤولون في حالة غياب تامة عن الواقع وهم لا يدركون مدى خطورة المرحلة ولا تفاصيلها الدقيقة . وهنا أشير إلى ما يصلني من البعثات الدبلوماسية العاملة على الأراضي الفرنسية وهذا أمر مخزي إذ يهمسون لنا ” كل العالم يتفاوض في شأن الساحة اللبنانية إلاّ حكامكم ” يا للعار أي نوع من المسؤولين هؤلاء ؟أي صنف من الناس ؟ ألا يخجلون من معاناة شعبهم ؟ ألا يخجلون من تصرفاتهم ؟ ألا يؤنبهم ضميرهم ؟ حقا لا جواب نعم لقد إرتفع منسوب الحذر وهذا الأمر أفادني به بالمباشر ليلة أمس عندما إلتقيت دبلوماسيا أميركيا يعمل هنا في الجمهورية الفرنسية ، هناك حالة إنتظار خطيرة ترخي بذيولها على مجمل الأوضاع اللبنانية ، علما أنها تتعاظم كل يوم عن يوم . الملفت أن الجميع يتدارك خطورة المرحلة ويرسل الرسائل للمعنيين ويتخوفون من حدوث حرب إقليمية – دولية في حال إستمر الفلتان الأمني على الحدود بين الجمهورية اللبنانية ودولة إسرائيل العدوة . وهنا نطرح السؤال الوجيه : من له القدرة على منع الميليشيات اللبنانية من القيام بأعمال معينة خارج الحدود اللبنانية ؟ هل الدولة اللبنانية طبعا لا وبجزم لا قدرة لديها على هذا الأمر ، لذا تتجه الأنظار نحو عملية تفاوض بالمباشر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل كبح أنصارها في لبنان وهذا أمر يدل على ان الجمهورية اللبنانية بمسؤوليها الحاليين هم مجرد دمى لا يقدرون على إتخاذ زمام أي مبادرة وبالتالي سيكون هناك حالة فوضى إبان عملية أي تفاوض وستكون على حساب لبنان ، أللهم نجينا من خطر المرحلة القادمة .

يُحكى عن تطويع في القوى المُسلحة الشرعية ، هل لديكم أي معلومة عن الأمر ؟

طبعا نحن من الذين يُشجعون على الإنخراط في مؤسسات الدولة اللبنانية سواء أكانت  في الأسلاك العسكرية أو في إدارات الدولة ، وأنا ومكتبي في بيروت وبالتعاون مع العديد من الناشطين سعينا ونسعى لإقناع الشباب اللبناني بالإنخراط في الدولة ولكن الأمور عكس ما نشتهي لأنّ الأحزاب القائمة في لبنان ( معارضة أو ممانعة ) ترفض التجاوب مع فكرة الإنخراط في مؤسسات الدولة وذلك لعدة أسباب منها شخصية ومنها ذات حسابات سياسية ، وعلى سبيل المثال بعض الأحزاب تتغاضى عن رغبة الشباب في التطوع في الأسلاك العسكرية ووفق ما أفادني رئيس مكتب بيروت أن “مؤسسة لابورا” تسعى جاهدة لتطويع الشباب في أسلاك ” الجيش اللبناني – قوى الأمن الداخلي – الأمن العام ” ولكن ويا للأسف إن الإقبال خجول ولا رغبة للأحزاب في التجاوب علما وكما أفادني رئيس مكتب بيروت حرفيا “إنّ الأب طوني خضره يسعى جاهدا لتطويع الشباب وقد أرسل أكثر من رسالة ولكن لا تجاوب . المشكلة كبيرة وخطيرة وتتطلب جهدا متواصلا” . وعلى المستوى الحالي يحكى عن تطويع حوالي ثمانية آلاف عسكري ، إنني بعد مراجعة دقيقة للأمر أتخوف من خطورة هذه الخطوة وأتمنى أن أكون على خطأ التقدير ، هذه الخطوة سيدتي تُشبه خطوة العام 1990 حين حاولوا إدخال عناصر الميليشيات في الدولة ووزعوها على كافة القطع العسكرية الشرعية ، حذار من الإقدام على خطوة من هذا النوع ، الأسلاك العسكرية لا تتحمل هذا النوع من التحايل كفوا عن اللعب في مصير الأسلاك العسكرية والله العظيم عيب يا سادة أنتم كفار … إنّ الحل يكمن في رفع الغلبة السياسية عن الأسلاك العسكرية وإلا سنصل إلى مرحلة جد خطيرة والله يشهد أنني بلغتْ .

نلاحظ أن هناك محاولة للأستاذ بهاء الحريري في الدخول إلى المعترك السياسي في لبنان ،هل تتابعون هذه الخطوة ؟

منطقيا يحق لأيِ كان بأن يتعاطى السياسة ومن المنظار الذي يريده ، وذلك الأمر يحصل من خلال العمل السياسي الديمقراطي ومن خلال وثيقة الوفاق الوطني وقد لاحظت أن الشيخ بهاء الدين الحريري زار لبنان لأكثر من مرة ، وأكثر من ذلك تابعته عبر برنامج “المشهد” مع الإعلامي طوني خليفة ، وبأنكِ سألتيني عن الأمر عليّ ووفقا لقناعاتي أن أعلق على أكثر من نقطة إستوقفتني :

أولا – لقد أطلق الشيخ بهاء الحريري نداءً صوب بكركي حاملا من خلال ندائه بابا للحوار ومدخلا لإعادة تثبيت العمل السليم بوثيقة الوفاق الوطني ، إنطلاقا مما بدأه والده رحمه الله أو ما قاله حرفيا ” الثنائية اللبنانية ، أي المسيحيين والمسلمين ” وقد علمت من خلال وسائل الإعلام أنّ هناك حوارا بدأ مع البطريركية ولكنني لم أعرف نتائجه إلا من خلال ما يصلني بالتواتر وهنا أطرح السؤال الجوهري : هل بكركي جاهزة للتماهي مع هكذا حوار ، وهل لديها القدرة على الإلتزام ؟ أشك بالأمر لأنّ غبطة البطريرك “قلاّب ” في مواقفه ولا يثبت على موقف وهنا تكمن المشكلة . إعتبري أن مرجعا سياسيا أتى بطرح سياسي يُفيد الوطن بما قاله علنا في برنامج “المشهد” أنه لا يحبذ الحلف الرباعي ولا مفاعيله بل يسعى للثنائية اللبنانية ، هل البطريرك قادر على حسم مشاكل الداخل المسيحي ، وهنا أستطرد لأشير لحديث أجري مع غبطته حين أجاب “فعلا لم أستطع جمع الزعماء الموارنة على موقف واحد ” وهذا يدل أنّ الشيخ بهاء الحريري أطلق النداء لمرجعية غير قادرة على الحسم.

ثانيا – رغب الشيخ بهاء الحريري بإستكمال مسيرة والده رحمه الله الوطنية ، وهذا أمر ممتاز ولكن هذا الأمر يتطلب منه شخصيا ومن مستشاريه العمل بجد وكد لإعادة أمجاد رفيق الحريري إلى ما كانت عليه وهنا أبدي ملاحظة أخوية للشيخ بهاء أيها الصديق العزيز إن أردت فعلا إستكمال مسيرة والدك عليك أن تحرر الرأي العام من قبضة خاطفيه بكل الطرق ومنها على سبيل المثال : وقف معاناة شعبك ومن دون تمييز بالتي هي أحسن وأقصر طريق هي التفاعل الصادق مع هموم الناس وإنقاذهم من هذا الغول الذي أفقرهم ، هل أنت مستعد ؟

ثالثا – أتمنى من الشيخ بهاء التعاطي بإيجابية مع الدول العربية لكون لبنان عضوا في جامعة الدول العربية ، وبالتالي إننا مدينين للدول العربية التي تساعدنا وفي طليعتها المملكة العربية السعودية التي رعت المصالحة إبان إتفاق الطائف والذي كان والدك رحمه الله عرابها … شيخ بهاء إن رغبت في إستعادة دور المغفور له رفيق الحريري : رجاء إنطلق من لبنان وبالتنسيق مع المملكة العربية السعودية وهناك سيكون النجاح والحرية والخير .

هل تراقب ما يحصل في “التيار الوطني الحر ” وما هو تعليقكم على هذا المسار ؟

طبعا أراقب عن كثب ما يحصل عندهم ، وما يحصل أشرتُ إليه منذ أكثر من خمس سنوات إما بالإشارة مباشرة إلى الذين زاروني هنا في باريس أو الذين راسلوني مختصرين الوضع القائم والسياسة المنتهجة . فعليا إنها سياسة الإنتحار التي تمارس منذ العام 1988 ، حين تسلم العماد عون قيادة الجيش وتمّ إقصاء المغفور له العماد إبراهيم طنوس هذه هي البداية السوداء على الجيش ، وإستمر الخطر وإستلم العماد عون بموجب قرار دستوري حصري آنذاك “حكومة عسكرية إنتقالية” بناء على مرسوم أصدره في حينه رئيس الجمهورية أمين الجميل ، وهنا بدأت الأخطار تتزايد من هذا الرجل حين إستشاط في خطورة عقله وإعتبر نفسه الحاكم بأمره وأصدر قرارا غير معلل دستوريا “حل بموجبه المجلس النيابي ” أكثر من ذلك ضلل الناس وإستعمل الجيش وسيلة لشهوته السلطوية ، عدا عن أنه حارب “القوات اللبنانية” تحت ستار محاربة الميليشيات في وقت كانت الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية تسرح وتمرح في لبنان ، وفي هذا الإطار أترحم على المغفور له شاكر أبو سليمان وأدعو بطول العمر لقدس الأباتي بولس نعمان اللذان سعيا جاهدين لإيقاف جريمة الحرب بين المسيحيين ، فكان 13 تشرين والكل يعلم بالمساعي التي قام بها المغفور له الرئيس رينيه معوض والسفير الفرنسي في حينه رينيه ألا والذي كان يتضمن مشروعا إنقاذيا من ضمن تشكيل حكومة يكون لعون فيها وزراء ، ولكن للأسف حسابات عون الشخصية أفشلت هذه المساعي ولكي لا أطيل ألفت نظركم الكريم لما بعد العام 2005 ، عام العودة العماد عون رجع بموجب إتفاق ضمني سعتْ إليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد أن تمّ التأكيد على أنّ الجيش السوري مُلزم بالإنسحاب من لبنان تطبيقا للقرار 1559 وهؤلاء علموا أن شهوة عون للسلطة تسمح لهم بالتوافق سويا فكانت النتيجة أن تمّت المعادلة وعاد عون إلى لبنان ، أردت أن أستعرض هذه الوقائع لأشير لكل من يدّعي اليوم أنه يخالف القرارات التي تتخذ من قبل عون وباسيل هو مخطىء حيث الذاكرة أي ذاكرة اللبنانيين قوية لستم معفيين من الجرائم التي إرتكبها عون وباسيل أثناء ممارسة السلطة : حرب التدمير – تعطيل الإنتخابات – ملف الكهرباء – الفساد – المديوينة وغيرها من الملفات يا سادة ، لقد شاركتموهم طويلا ومشاركتكم هذه لا تعفيكم من المسؤولية … كفى كذب على الناس خلافاتكم شخصية وليست وطنية بالله عليكم إنخجلوا وإستتروا وإنتظروا قضاءً نزيها لينظر بإخطائكم ليُبنى على الشيء مقتضاه .

رسالتكم للداخل اللبناني ولعواصم القرار بإختصار 

إلى اللبنانيين :  ثوروا في وجه رجال السياسة وبعض رجال الدين ونظّموا أنفسكم لتتلاقوا والحــل إنه آتٍ لا محالة ، إنكم ستتحررون بإرادتكم والأيام المقبلة هي الشاهد على ما أقوله .

إلى الخارج : كل الشكر لأنكم تستقبلون وجوها جديدة تحمل هموم شعبها وليكن تعاونكم معهم مثمرا على ما حصل في فترة القرار 1559 ، إنّ هؤلاء هم أتقياء القوم ويحملون شعلة الحرية فلا تدعوها تنطفىء ساعدوهم ؛لبنان بحاجة للتحرر من الواقع الأليم ، وبالتالي هم سيبنون وطنا لا مزرعة ،لا تحاوروا الكذبة كالمرة السابقة ، حيث كانت النتيجة أمامكم ماثلة  .

حاورته ليزا طائع (عبر تطبيق زوم من فرنسا)

Leave a comment