النضال الوطني الشريف وقفــة عــــز طوبى لمن يقف هذه الوقفة البطولية

النضال الوطني الشريف وقفــة عــــز طوبى لمن يقف هذه الوقفة البطولية

أيها اللبنانيّون ، يواصل أهل السياسة ورجال الدين في الجمهورية اللبنانية سياسة الكيديّة والتصلب والتبعية والإرتهان ومواقف عقيمة غير مبرّرة وأيضا سياسة كيدية رهيبة تعقِّد الأمـور وهي تنذر بما هو أخطــر من إقفال المؤسسات الشرعية وفراغ وشلل كامـل في كافة السلطات . هذا من حيث الشكل أما لناحية المضمون زرت مرجعًا دبلوماسيًا تربطني صداقة قديمة بسعادته منذ أن خدم في سنوات الأعوام السابقة أي بما يُقارب الأربعين سنة وخلال الزيارة قارب الدبلوماسي الصديق الملف اللبناني بكثير من الإستهجان والسخرية ولا سيّما حيال عدم التعاطي السلبي من قِبَلْ الرأي العام للإرتكابات التي يرتكبها ساسة لبنان ، كما أبدى عتبًا علينا جميعًا “إنتم المناضلون الشرفاء ” على عدم الإستفادة من الزخم العربي والدولي للخروج من الأزمة اللبنانية قائلاً وبطريقة المزح ” أغلب الذين نصنّفهم أقطاب على ما قاله البطريرك الراعي تبيّن لنا أنهم مجرّد حفنة من الدجّالين الوصوليين المأجورين كل همّهم كسب الشهرة والمال والبزنس” .
أيها اللبنانيّون ، إنّ الوضع العام في البلاد قارب الإنهيار التّام وبات إلى مزيد من التعقيدات والمخاطـر الكبرى ومن الملاحظ أنّ هناك أجواء حرب ضروس ستجتاح لبنان ومن المؤسف أنّ أغلبية المراجع الدبلوماسية هنا في أوروبا وحتى في روسيا نبّهتنا إلى خطورة المرحلة الحالية والتي أضحتْ فيها الساحة اللبنانية بمؤسساتها الشرعية مدنية وعسكرية والشعب اللبنانية رهينة المواقف وطاولات الحـوار التي يتّم تحضيرها بعد الحرب إنفاذًا للنتيجة التي سترسو عليها نتيجة هذه الحرب … وبات من المؤكد أنّ اللبنانيين لن يكونوا شركاء على طاولة القرار بل مجرّد أدوات لتنفيذ ما سيُتفق عليه من قبل اللاعبين على المسرح السياسي الدولي – الإقليمي وهناك البكاء وصرير الأسنان .
أيها اللبنانيّون ، علينا كشرفاء إذا جاز التعبير وإذا ثبُتَ بالمنطق العلمي والقانوني والسياسي أنّ الأزمة داخلية بإمتياز والخلافات الحاصلة بين سلطة الأمر الواقع على إدارة الأزمة السياسية التي هي طبعًا من مخلفّات جهلهم هي السبب المباشر … ليكن كلامنا نعم نعم و لا لا ، أيها الإخوة المناضلون إنّ ما لمسته من خلال جولاتي هنا على السفارت المعنية بالأزمة اللبنانية وما لمسته من خلال بعض المعلومات التي تردني تباعًا من خلال بعض الأصدقاء الذين يقومون بزيارة رسمية للعاصمة الأميركية “واشنطن” أنّ المكوّنات السياسية اللبنانية التي وصلت إلى السلطة خلافًا للنظام الديمقراطي وخلافًا للنصوص الدستورية وتحديدًا خلافا لمقدمة الدستور اللبناني … جميعنا لمسنا من خلال المرجعيات المُشار إليها أنّ جوهــر الأزمة الحالية هــو هذه الطبقة السياسية وعدم الإتزان والسرقة والإرتهان الأعمى .
أيها اللبنانيّون ، من خلال لقاءاتي هنا في باريس ومن خلال لقاءات الوفد الصديق إلى عاصمة الكثلكة وإلى “واشنطن”هناك أجواء قلق متزايدة من مخاطــر محدقة بالجمهورية اللبنانية وأشدد أنها مقرونة بإستياء شديد يعّم كل مستويات الدول التي ذكرتها في إمعان السياسيين النذلين في المضيّْ في منحى تعطيلي وهي في هذا الإطار مخالف أحكام الدستور وتلك الحالة تستوجب محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى .
أيها اللبنانيّون ، ينتابنا كفريق عمل سياسي هنا في فرنسا ومكتاب لبنان والإنتشار والمناضلين المتعاونين معنا قلق وشعور بالغضب جرّاء سلوك مريب ينتهجه هؤلاء الساسة القذرون الخونة وهذا السلوك الهمجي نقاربه هنا وعلى مستوى عواصم القرار بإدانة صريحة ونرسم العديد من علامات الإستفهام حول المغزى المقصود من هذا الأداء … سياستهم كذب ورياء وبيع مواقف وإرتهان وقتل وتشريد شعب … أمام هذا الواقع المرير المقالات لم تعد تنفع والمواقف والزيارات لا تُثمِرْ إنْ لم تكن مقرونة بخطة عمــل قوامها نضال شريف من نخبة الرأي العام المتحرر من العيوب التي تُختزن مع هذا الطقم السياسي المقيت خلاصة المقالة أيها الرفاق لبنان لن يتحرّرْ من الفساد السياسي الذي نخره ما لم تحصل ثورة ثلاثية الأبعاد : ثورة ضد الظلم ثورة ضد السارقين ومغتصبي السلطة ، ثورة ضد التدجين ، الثورة هي ثمرة النضال الوطني الشريف لبّوا نداء الثورة قبل فوات الأوان .

الدكتور جيلبير المجبِّرْ

Leave a comment