أيها اللبنانيّون تريديون أن تكونوا في ساحات الشرف ولكي تجدون إليها سبيلا ، ولكي لا تمنعكم موانع التعبير الصارخ عن إرادتكم الوطنية البتولية ، إنكم ظننتم طوال هذه المرحلة أنّ البلاد بخير وهي عمليا تفتقر لأبسط قواعد الديمقراطية ، ولكن إعلموا أن الجمهورية اللبنانية هي بحاجة ماسّة إليكم ، ولكن عليكم ألاّ تقعوا في خطأ التقدير للمرة الثانية بعد أن إغتصب طغاة السياسة إرادتكم الخيّرة في الإنتفاضة الأخيرة .
أيها اللبنانيّون أعلم علم اليقين أنكم تتحرقون حماسة للعمل الوطني السليم الصائب ، أيها المواطن العادي – الطبيب – المحامي الباحث – الضابط المتقاعد وفي الخدمة الفعلية – الجندي المتقاعد وفي الخدمة الفعلية – الفلاح – الكاتب – الباحث – الكاهن الشيخ ، أنتم مجتمعين في يدكم الشرارة الحاسمة للعمل السياسي الجدي الذي يحافظ على سيادة جمهوريتكم وعلى مؤسساتها الشرعية وعلى قوانينها .
أيها اللبنانيّون أنتم أصحاب القدرة والهمم الصلبة طبعا ستجدون قدرة في عقولكم على القيام بالمجهود الوطني الشجاع أي مجهود ثوري ، والذي من خلاله سيكون متنفسا لثورتكم البطلة في وجه طغاة السياسة من رجال علمانيين ودينيين ، لقد ضاقت صدورنا وصدوركم من طول إنتظار وسئمنا خلافاتهم ومن عباراتهم النتنة متل ” ما خلونا – نحنا فينا -–محاربة إسرائيل -–كشف الفساد -–” كلها شعارات إستعملوها لتخديركم لا أكثر ولا أقل …
أيها اللبنانيّون بإسم تاريخ جمهوريتكم جمهورية العام 1920 ، جمهورية أجدادكم المليئة بالبطولات والأمجاد السخية ، بإسم حضارة تحتضن فكرا وتراثا وعلما ، بإسم كل الشهدأ ، وبإسم شهدأ ثورة الإستقلال ، بإسم شهدأ شرفاء إستشهدوا للدفاع عن سيادة الجمهورية اللبنانية ، بإسم كل سياسي شريف يُحارب في كتاب الحق ، نحن جميعنا مدعوون للإلتحاق بصفوف ثورة إنقاذ لما تبقّى من جمهورية العام 1920 .
أيها اللبنانيّون لا يجوز بعد اليوم أن يخوض عنا بالإنابة أي شخص أو دولة ، نحن جميعا مسؤولون وعلينا الوقوف في وجه رجال السياسة والدين ، لم يعد لنا ترف الوقت لنتلهّى … المعركة معركتنا وهدفنا واحد واضح ألا وهو إسترجاع الجمهورية من كنف خاطفيها رجال السياسة ورجال الدين هولاء المرجعيتان هما المسؤولتان عما نحن عليه ، يكفي أعذار وحجج وعظات وخطب ومواقف تستجدي الكذب والرياء والتضليل … ثوروا عليهم جميعا ومن دون إستثناء .
أيها اللبنانيّون عدوكم واحد ، هم رجال السياسة ورجال الدين هم الطامعون بخزينتكم ويحاولون أن يُخدّروكم والمؤسف أنهم يضللونكم لكي تهون عليهم السيطرة على عقولكم وهذه السيطرة تؤذي حرياتكم وكفّركوكم بالوطن وأنظروا لما يحصل معكم ها هم شبابنا يُهاجرون من أجل لقمة العيش ، وأضحت الجمهورية صحراء قاحلة يضربها القحط ومن بقي منا في أرض الوطن حتما سيموت وستضيع الهوية .
أيها اللبنانيّون إيمانا منا بقدسية القضية التي باتت منسية إلا من النخبة وأنتم أيها الشرفاء من أهل النخبة ، الجمهورية اللبنانية هي أمانة في أيدينا وتأكيدا على عراقتنا وحضارتنا ومحبتنا ووفائنا لأرضنا ولعلمنا ولدستورنا وللقوانين المرعية الإجراء ويقينا منا على ثبات مواقفنا البطولية الشريفة الغير مسيّسة وإستجابة لتحديات المرحلة الراهنة وطمأنة لقلق أباءنا وأمهاتنا الذين طلبوا منا المحافظة على أرض الوطن فكان الوعــد …
أيها اللبنانيّون تأكيدًا للثقة التي هي مطلقة بكم ولأننا بحاجة لبعضنا البعض وتأكيدا لأن حقنا في سيادة جمهوريتنا لا يموت وواجبا ملقى علينا وعلى أكتافنا نحن الشرفاء ، لتكن ثورتنا على الجميع ومن دون إستثناء ، ولكي نستحق شرف الإنتماء إلى الجمهورية اللبنانية الحرة علينا : الثورة – الثورة – الثورة في وجه الجميع .
الدكتور جيلبير المجبِّرْ