رجال دين ساسة ، نظرا لطبيعة عملي الوطني والإجتماعي والتجاري ولقربي من مشاكل اللبنانيين لاحظتُ أنّ رجال الدين في لبنان ومعظم الساسة أنهم فقدوا الكثير من الأحيان طبيعة البرمجة السياسية والتي تحوّلتْ في أغلب الأحيان إلى سياسات متقلبة يدفع ثمنها الوطن من سيادته والشعب أيضا من كرامته . أجريتُ من خلال مكتبي في باريس والمكتب المركزي في بيروت بمعية مستشارين لي متخصصين في “العلوم السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية “، العديد من اللقاءات مع أغلبية المسؤولين روحيين وعلمانيين فتبيّن لنا أنهم واجهوا الشأن العام بقدرات أقل ما يُقال عنها “أنها ما دون الصفر ، ومع صفر خبرة في كل المجالات ” . هذا الأمر أدّى وسيؤدّي إلى تفريغ الأداء السياسي من محتواه الفكري النبيل ، كما إستنتجنا أنّ أغلبية الساسة ورجال الدين توّقفوا عن ممارسة العمل السياسي المبني على العلم النيِّرْ ، بل إنهم يمارسون السياسة بشكل “همجي ” وهم على نحو متزايد من الإنغماس في مشاكل هم في غنى عنها وعن مفاعيلها … وأكثر مثل حسّي على ذلك ما يحصل في دوائر الصرح البطريركي من عظات وخطب غير مسؤولة ومن توضيحات إعلامية تصدر عن مرجعية مقرّبة من الصرح وهي بمثابة لزوم ما لا يلزم ، وعلى قولة أحد المستشارين ” لكِّح وبزِّء ” وعذرا لهذا التوصيف .
رجال الدين ساسة ، إنّ ظاهرة ممارسة العمل السياسي الغير منظّم تتناقض مع المثل العليا للديمقراطية وهذه الممارسة أوصلت السياسة اللبنانية إلى حد إكتسابها صفتي الرياء والكذب ، وهاتان الصفتان تضرّان بسمعة الجمهورية اللبنانية والشعب اللبناني. للأسف يتناسى رجال الدين عندنا أنّ الثورة الديمقراطية نشأتْ مع مشروع وعملية تحويل الرِعاية إلى مواطنين يتم إقناعهم والمحافظة عليهم وفقا للأصول الديمقراطية والدستورية … أما الظاهر في لبنان على مستوى القيادات الروحية والزمنية أنّ الممارسة السياسية لا توّجه بشكل سليم بل تُستهلك كل الوسائل الخاصة من أجل نمو حركة سياسية يستفيد منها هؤلاء (دينيين وعلمانيين ) على حساب العامة والوطن ، وأعطي مثلاً على ذلك الأمر الغير مألوف (تابعوا وقائع زيارة الكردينال بيترو بارولين ولاحظوا من تغيّب عن اللقاء ، وإبحثوا في في خفايا الأمور لتدركوا حجم الأخطأ التي حصلتْ)!!
رجال الدين ساسة ، من أجل إستعادة المثل العليا في ممارسة العمل السياسي والوطني والديني والذي يستند إليه علوم الدين والسياسة والإجتماع من المهم توضيح وتعريف نطاق البُعدين السياسي والديمقراطي اللذان يُشيران بشكل علمي ومحدد إلى الشمولية في الفكر السياسي والإجتماعي والمشاركة الفعّالة للمواطنين في ممارسة العمل السياسي … هذه هي الأهداف يا سادة يا كرام والنتائج المتوقعة من ممارسة سياسية سليمة ، لكن أين أنتم من الممارسة الصحيحة والسليمة ، تحجبون الحق عن أصحابه وتمتنعون عن ممارسة الحقوق والإجراءات الرسمية التي تحمي المواطنين من إنتهاكات أفعالكم وممارساتكم السيئة وكذلك مستويات مقبولة من الرفاه الإجتماعي بما في ذلك التعليم والطبابة لأسألكم فردًا فردًا مسؤولا مسؤولا عمّا فعلتموه بهؤلاء إخوتي الصغار لناحية التعليم والطبابة ولماذا يتسكعّون على أبواب المشافي والمدارس والجامعات طلبًا للمساعدة ؟؟ إنها ممارساتكم السيئة التي أوصلتهم إلى ما هم عليه …
رجال الدين ساسة ، بطريرك مفتي نائب وزير رئيس … معضلات السياسة عندكم كثيرة إنّ ممارستها تقتضي قدرا من الموهبة والحكمة جنبا إلى جنب من الخبرة المتراكمة ، ولكن أنتم جميعا تفتقدون وللاسف الخبرة المتراكمة وتفتقدون فنون السياسة وتتقلّبون في المواقف هذه هي حالكم في بطريركياتكم ووزارتكم ومجلسكم حيث تدرّبون أنصاركم على الكذب والرياء لممارسة أشنع أنواع السياسة وهدفكم تكوين سياسي إستثنائي يفرط في الكذب وبيع المواقف والتبريرات الهامشية التي لا يمكن تمريرها. شعبي ليس جاهلاً شعبي مثقف واع مقدام …
رجال الدين ساسة ، سمعناها من أغلبيتكم ” إذا مش عاجبكن فلوا – أنا البطريرك والكل بيمشوا ورا البطريرك – لا تسكتوا الشهيرة – آخديكن ع جهنم – عملاء ….” إننا في مواجة إرتحال عن الحق وممارسة الفعل السياسي السليم …نرفض أن نواجه الخيارات المؤلمة ولن نتخلى عن حلمنا بوطن سيد مستقل ولن نعيش في غربة عن وطننا … نحن نترقب سياسة إنفتاح جديدة سننجح من خلالها على رؤيتكم تستقيلون من مهامكم “حتى ترتاحوا وتريّحوا ” … وإلى اللقاء في المحاكم الروحية والمدنية.
الدكتور جيلبير المجبِّرْ