الشرق الأوسط على طريق التغيير: ما قلته قبل سنوات يتحقق الآن

الشرق الأوسط على طريق التغيير: ما قلته قبل سنوات يتحقق الآن

بقلم: الإعلامي أحمد عبد الله الشاويش

منذ نحو أربع سنوات، قلتها بوضوح: هناك تسوية كبرى وجسر سريع يُبنى لتغيير وجه الشرق الأوسط. وبعد عام، أكدت أن تحالفًا إقليميًا جديدًا يتشكل لإعادة صياغة الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. واليوم، نرى ملامح هذا التحول تتجسد على أرض الواقع.

ست قوى محورية تقود هذا التحول، هي: تركيا، الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، دولة قطر، والرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، الذي يمثل داعمًا رئيسيًا لهذا المشروع الإقليمي. هذه القوى الست تعمل وفق رؤية مشتركة تهدف إلى حماية الشرق الأوسط من الانقسامات والصراعات، وفتح صفحة جديدة من التعاون والاستقرار.

مشروع “صفر خلافات” الذي أطلقته هذه الدول، لم يعد مجرد فكرة، بل أصبح مسارًا سياسيًا ودبلوماسيًا فعّالًا. وقد بدأت تظهر نتائجه تدريجيًا في إنهاء التوترات القديمة، وبناء أسس جديدة للتكامل الإقليمي، خاصة في مجالات الأمن، الاقتصاد، الطاقة، التكنولوجيا، والثقافة.

وقبل أقل من عام، توقعتُ أن تعلن سبع دول جديدة اتفاقيات سلام مع إسرائيل، منها: باكستان، إندونيسيا، جزر القمر، تونس، ليبيا، كردستان العراق، وسوريا (التي تمر بمرحلة هدنة مؤقتة). وهناك أربع دول أخرى ستنضم لهذا المسار في القريب العاجل.

في ظل هذه المتغيرات، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ترسيخ سياسة خارجية جديدة، تترك بصمة لا تُنسى على تاريخ المنطقة، وتساهم في منع الحروب، لا إشعالها.

لكن رغم هذه المبادرات، فإن الواقع لا يزال هشًا. الحرب في غزة ولبنان مرشحة للعودة بشكل مفاجئ، بوتيرة أكبر،

وهو ما يتطلب استعدادًا مختلفًا من العالم العربي.

وهنا، لا بد من أن نسلّح أنفسنا وأبناءنا بسلاح العلم والثقافة والتكنولوجيا، لا بسلاح الدمار. فبهذه الأدوات، فقط، يمكننا أن نواجه الجهل، الفقر، الإرهاب، العنصرية، الطائفية، والانحرافات الأخلاقية، وأن نحافظ على نسيجنا الاجتماعي والعائلي.

المطلوب اليوم هو مشروع حضاري عربي، يحمي وحدة الشعوب، ويؤسس للسلام، ويرتكز على المحبة، العدالة، المساواة، والعيش المشترك.

Leave a comment