في ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية:  لنتعلم من الماضي لبناء وطن أفضل

في ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية:  لنتعلم من الماضي لبناء وطن أفضل

بقلم الإعلامي أحمد عبد الله الشاويش

في مثل هذا اليوم من كل عام، تعود إلى ذاكرة اللبنانيين واحدة من أحلك الفصول في تاريخهم الحديث: الحرب الأهلية التي مزقت الوطن، وشرذمت نسيجه الاجتماعي، وخلفت جراحًا لا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم. إنها ذكرى مؤلمة، لكنها أيضًا مناسبة للتأمل، واستخلاص العِبر، وتجديد العهد بأن لا تتكرر تلك المأساة.

لقد علمتنا الحرب أن لا خلاص للبنان إلا بوحدته، ولا سلام من دون محبة وتسامح، ولا مستقبل دون احترام القانون والسيادة والمؤسسات. وعلى اللبنانيين أن يتعلموا من أخطاء الماضي، وألا يسمحوا بتكرارها، لأن الكلفة كانت باهظة، ولن يتحمل الوطن جولة جديدة من العبث والانقسام.

لبنان وطن عربي الهوية، حرّ، مستقل، وسيّد، ويجب أن يبقى كذلك، بيد أبنائه المخلصين الذين يؤمنون بلبنان أولًا، ويعملون من أجل وحدته واستقراره. إن احترام القانون اللبناني، والسيادة الوطنية، ومؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، هو واجب على كل مواطن. فهذه المؤسسات وحدها المخولة بحفظ الأمن، وصون السلم الأهلي، ومنع الانزلاق نحو الفوضى.

لبنان بلد جميل، غني بتنوعه وتعدديته، لكن هذا الجمال مستهدف. هناك أعداء يتربصون به، يتغذّون على الانقسام، ويستثمرون في الأزمات من أجل مصالحهم الضيقة، ولو على حساب الوطن وشعبه. وهنا تكمن مسؤوليتنا كمواطنين: أن نحمي بلدنا، وأن نقطع الطريق على كل من يريد له السقوط.

ومن نعم الله على لبنان اليوم، أن فيه قائدًا وطنيًا نزيهًا، هو العماد جوزيف عون، رئيس الجمهورية، الذي أحب لبنان وشعبه، ولم يفرّق بين أبنائه، وعمل بكل ما أوتي من قوة لإعادة البلد إلى السكة الصحيحة. لذا، فإن الالتفاف حوله، ودعمه في مسيرته، هو مسؤولية وطنية على كل لبناني حريص على مستقبل أبنائه.

في هذه الذكرى، نرفع الدعاء أن يحمي الله لبنان،

 ويحفظ أبناءه، ويوحد كلمتهم لما فيه خير الوطن.

حمى الله لبنان.

Leave a comment