زلزال مدمّر يضرب تركيا وسوريا والضحايا بالآلاف

زلزال مدمّر يضرب تركيا وسوريا والضحايا بالآلاف

هي ماساة انسانية واكثر. فاجعة لا مثيل لها بين تركيا وسوريا. الاف الارواح زهقت واخرى ما زالت تجد نفسها بين اللا حياة واللاموت. مئات المفقودين حتى انكشاف مصائرهم، ومن لم او لن تظهر اثاره سيبقى مفقودا حتى اشعار آخر في سجلات اهله واحبائه.

هو زلزال مدمر ضرب تركيا وسوريا وشعر به سكان كل الدول المجاورة ومن بينها لبنان، وحّد الانسان مع اخيه الانسان بغض النظر عن انتماءاته السياسية والطائفية والمذهبية فهبت اجهزة الاغاثة كلها في اتجاه المناطق المنكوبة لتقديم العون والمساعدة علها تخفف من وطأة الكارثة. وقد انضم اليها لبنان على رغم ضآلة امكانياته بفعل المحنة التي يمر بها وجبل الازمات القابع في ظله لكن “فلس الارملة” قد يفعل فعله، ولو بالحد الادنى.

في ثنايا هذه المأساة، سيتظهر الكثير الكثير من الالم والوجع وفقدان احبة ليس لبنان بعيدا منها، مأساة، تحاكي كل واحدة منها حكاية عائلة، ولو أن بعض الحكايات تتشابه. عائلات وقرى ومناطق ستحاول أن تلملم آثار حزنها بالدموع وحرقة الانتظار والأسئلة والأجوبة المؤجلة.

الزلزال المدمر: قتل وأصيب مئات الأشخاص في سوريا وتركيا جراء زلزال قوي ضرب فجر اليوم  جنوب تركيا وشمال سوريا، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية.وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن زلزالا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا، على عمق 7 كيلومترات فجر اليوم، في حين أفاد المعهد الأميركي للزلازل بأن قوة الهزة الرئيسية بلغت 7.8 درجات.واستمر الزلزال في كهرمان مرعش لنحو دقيقة وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وفق مقاطع مصورة بث على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت إدارة الكوارث والطوارىء التركية إنها سجلت حتى الآن 78 هزة ارتدادية.وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض. وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية.وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا إن هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال أغسطس/آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.

وفي سوريا، ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وقال الدفاع المدني السوري الموجود في مناطق المعارضة شمال غرب البلاد إن ما لا يقل عن 147 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 340 آخرين، ووصف الوضع بالصعب جدا، مؤكدا أن مدينة حلب هي الأكثر تضررا، وأنهم بحاجة لمساعدة دولية.

لبنان : اما في لبنان، فاستفاق المواطنون فجرا على هزة ارضية قوية شعر بها سكان البلاد من شمالها الى جنوبها، مصدرها الزلزال التركي- السوري. واذا كانت الدولتان سجلتا سقوط ضحايا بالآلاف ودمارا هائلا، الا ان العناية الالهية رأفت باللبنانيين. وفي وقت سُجلت هزات ارتدادية في لبنان اليوم وزلزال آخر في تركيا، استنفرت الاجهزة اللبنانية والادارات المعنية لمواكبة الوضع المستجد، فأقفلت المدارس غدا والاربعاء بينما الخشية كبيرة من سقوط مبان قديمة متصدّعة في المناطق الفقيرة سيما في طرابلس.

استنفار تحسبا: بينما اعلن الجيش اللبناني ارساله 20 عنصرًا من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبل الظهر اجتماعاً طارئاً لـ”اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات” التابعة لرئاسة الحكومة في السرايا لمتابعة الاجراءات المتعلّقة بالهزّة الأرضية التي وقعت فجراً. وأصدر وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي قرارا أرفقه بعبارة “عاجل جدا”، وفيه يطلب إعلان حال طوارئ بلدي وإجراء مسح بالاضرار الناتجة عن الهزة الارضية التي ضربت لبنان. وكلف المدير العام للتربية عماد الاشقر مديري التعليم الأساسي والثانوي ورؤساء المناطق التربوية في المحافظات والمسؤولين عن المؤسسات التربوية الخاصة ، التعاون مع البلديات ومع الهيئة العليا للإغاثة ونقابة المهندسين ، معاينة مباني المدارس والثانويات الرسمية  بعد حدوث الهزة الأرضية ، وفي حال وجود أي تصدع أو تشقق ، ضرورة إبلاغ الوزارة لاتخاذ التدابير اللازمة ، حرصا على سلامة المدارس وتلامذتها وهيئاتها التعليمية والإدارية. وصدر عن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة العامة بيان جاء فيه “تقفل دور الحضانة الخاصة كافة، يومي الثلثاء والاربعاء ٧ و ٨ شباط، بسبب الهزة الأرضية، التي حصلت فجر اليوم، والتحذير من حدوث هزات ارتدادية جديدة، فضلا عن اشتداد العاصفة الثلجية وسوء الأحوال المناخية السائدة في لبنان. وذلك حفاظاً على صحة وسلامة الأطفال والحاضنات“.

Leave a comment